وافقه الرأي أكثر من 60 قائدًا آخر من مجال الذكاء الصناعي في مقابلات مع فوربس. وبعد عقود من البحث والمبادرات لإظهار إمكانات القطاع مثل فوز برنامج ديب بلو على أستاذ الشطرنج الكبير غاري كاسباروف، دخلنا أخيرًا عصر التحول إلى الذكاء الصناعي.
ربما لا أحد يظهر إمكانات هذه التكنولوجيا أفضل من شركة OpenAI وروبوت المحادثة الخاص بها، ChatGPT. وقدرت فوربس أن المنصة قد تجاوزت 5 ملايين مستخدم في أقل من 60 يومًا من إطلاقها.
لقد انتشر استخدامها في المدارس، ما دفع مدينة نيويورك إلى حظرها على حواسيب المدارس العامة، كما أنها تتحلى بما يكفي من الذكاء للحصول على علامة "B" في الامتحان النهائي في جامعة وارتن.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم إدماج المنصة في مجموعة برامج Microsoft Office، والعديد من تطبيقات الأعمال الأخرى. لكن OpenAI كادت توقف إصدار ChatGPT تمامًا، وفقًا لِما قاله الرئيس التنفيذي سام ألتمان والرئيس غريغ بروكمان، لفوربس في بعض المقابلات النادرة مع قادة الشركة.
بالإضافة إلى ChatGPT، برز برنامج توليد الصور مفتوح المصدر الخاص بشركة Stability AI، الذي يستخدمه أكثر من 10 ملايين مستخدم يوميًا. يؤكد الرئيس التنفيذي لشركة Stability، عماد مستك، قدوم ما أشار إليه باسم "فقاعة الذكاء الصناعي" قريبًا.
وإذا اعتبرنا أن OpenAI (التي بلغت قيمتها مؤخرًا 29 مليار دولار)، وStability (مليار دولار، مع عدم تسجيل إيرادات تقريبًا) هما المؤشر، فقد يشير ذلك إلى أن الفقاعة قد بدأت في التشكل. وبينما كان لدى الخبراء وجهات نظر مختلفة حول كيفية عمل السوق، توصلت فوربس إلى النتيجة الحتمية: قريبًا، سيؤثر الذكاء الصناعي في الطريقة التي نعمل بها، سواء أعجبكم ذلك أم لا.
فيما يلي ست حقائق ربما لم تكن تعرفها عن ChatGPT ومنصة Stable Diffusion ومستقبل الذكاء الصناعي التوليدي:
1- عودة المؤسسين الأثرياء إلى العمل
يرى بيل غيتس في الذكاء الصناعي إمكانات كبيرة، ويقضي الآن 10% من وقته في اجتماعات مايكروسوفت مع فرق المنتجات. كما أعلن الرئيس التنفيذي لغوغل، سوندار بيتشاي، حالة طوارئ في الشركة، وأعاد توجيه العمل للتركيز على طرق مواجهة ChatGPT والأدوات المماثلة له.
بالإضافة إلى ذلك، عاد المؤسسان لاري بيدج وسيرجي برين إلى العمل. وأدخل برين تعديلًا على النظام بغرض الوصول إلى البيانات التي تُدرب LaMDA، برنامج الدردشة المدعوم بالذكاء الصناعي الخاص بغوغل بعد سنوات من الغياب.
2- كادت OpenAI ألا تصدر ChatGPT
على الرغم من نجاحه الكبير، لم يبهر روبوت ChatGPT الموظفين داخل شركة OpenAI. وأفاد بروكمان لفوربس، أن المنصة لم تعجب أيًا منهم في البداية. وفي الخريف الماضي، قرر ألتمان وشركته توقف العمل على روبوت المحادثة للتركيز على البدائل. ولكن في نوفمبر/ تشرين الثاني، قررت شركة OpenAI عكس مسارها بعد أن فشلت تلك البدائل، وأوضح المستثمر في شركة سيكويا، بات غرادي، الذي اشترت شركته أسهمًا في OpenAI في عام 2021 أن ChatGPT أدى إلى شهرة الشركة.
3- أجبرت ChatGPT شركة OpenAI على تأجيل إطلاق وتطوير GPT-4
تعد شهرة ChatGPT سلاحًا ذا حدين في الشركة. فقد أدت شعبية المنصة الفورية إلى زيادة التحميل على خوادم الشركة، إذ جمعت أكثر من مليون مستخدم في الأيام الخمسة الأولى من إطلاقها.
في ذروة العطلات، اضطر موظفو OpenAI إلى تحويل الحوسبة من حاسوبها التدريبي العملاق، المستخدم لتدريب نماذج جديدة مثل GPT-4، للمساعدة في تشغيل ChatGPT.
وبالإضافة إلى ذلك، تعلم الروبوت الشهير روح الدعابة، وفقًا للملياردير ريد هوفمان، الذي تبرع لمنظمة OpenAI غير الربحية في وقت مبكر.
4- صفقة Stability AI الكبيرة
أطلق الرئيس التنفيذي لشركة Stability، عماد مستك، شركته كشركة ذكاء صناعي للاستخدام العام، إذ بنى التكنولوجيا بطريقة تختلف عما يسميه بنهج "البانوبتيكون"، أو فكرة المراقبة الجماعية التي تتبعها شركات التكنولوجيا الكبيرة.
لكنه توصل إلى "صفقة رائعة" مع شركة التكنولوجيا، أمازون، التي حافظت حتى الآن على مكانتها في السباق نحو الذكاء الصناعي. وقدمت شركة AWS أكثر من 4 آلاف وحدة معالجة Nvidia GPU لتشغيل حاسوب شركة Stability الفائق، وهو أحد أكبر الحواسيب في العالم، والحاسوب الذي درب منصة Stable Diffusion لاحقًا. وكشف مستك أن Stability لم تدر إلا 32 وحدة GPU من هذا النوع العام الماضي.
5- استثمارات كبيرة في السحابة
تستند التكنولوجيا الجديدة إلى بنية تحتية حاسوبية مربحة مستخدمة لبناء جميع التطبيقات. وأصبحت التكاليف باهظة، والدليل على ذلك هو استثمار شركة مايكروسوفت البالغ 10 مليارات دولار في OpenAI، الذي من المتوقع أن يتم إنفاق الجزء الكبير منه على تكاليف الحوسبة المرتبطة بخدمة السحابة Azure التابعة لمايكروسوفت، (وصفتها مايكروسوفت وOpenAI بأنها صفقة متعددة السنوات، بمليارات الدولارات).
أوضح كليم ديلانغ، الرئيس التنفيذي لشركة Hugging Face، التي توفر نماذج الذكاء الصناعي مثل Stable Diffusion، التي قدرت قيمتها مؤخرًا بنحو ملياري دولار، أن "هناك نقص في الشفافية المالية. وقد يؤدي ذلك إلى عدم معرفة تكلفة البنية التحتية السحابية الحقيقية في نهاية المطاف"، ويرى ديلانغ أنها عملية "غسل أموال عبر السحابة".
6- تطور غير محدود
يشير مصطلح "الذكاء العام الصناعي" إلى ذكاء صناعي افتراضي يمتلك الوعي ولا يحتاج نظريًا إلى التحكم البشري، (وهو ما أثار قلق البعض، مثل إيلون ماسك، أحد المتبرعين الأوائل لشركة OpenAI، الذي قطع العلاقات مع الشركة منذ ذلك الحين).
يرى سام ألتمان أننا لن ندرك بلوغ مرحلة الذكاء الصناعي العام. ولهذا، فإن الشركة اليونيكورن OpenAI تعتمد على خطتين غير اعتياديتين بالنسبة لشركة ناشئة، الأولى تخضع لآلية ربح محددة، بحيث تعود لكونها مؤسسة غير ربحية بعد إعادة مبلغ معين من الأرباح للمساهمين.
ثم هناك فرضية الاندماج، التي بموجبها تغلق الشركة أبوابها وتنضم إلى المشروع الأكثر نجاحًا إذا بلغ أحد المنافسين مرحلة "الذكاء العام الصناعي". يرى ألتمان أيضًا أنه عندما يتم إطلاق الذكاء الصناعي العام سيتحول نظام الرأسمالية نحو الأفضل.
0 تعليقات
تذكّر قول الله عز وجل
(( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ))